
الأحد 1 يناير 2023 – 23:59
لا شك في أن العالم، بمختلف فئاته من الطفولة إلى الكهولة، تابع تفاصيل نهائيات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.. وطبعا، لم يُستثنَ المواطنون المغاربة من ذلك، حيث شجعت الجماهير “أسود الأطلس” في كل المباريات؛ إلا أن هذا الحدث خلق جدلا كبيرا في صفوف المراهقين بصفة عامة وتلاميذ المدارس بصفة خاصة، إذ أصبح كل منهم يرى نفسه لاعبا في أحد الفرق الكبرى وخاصة الأوروبية، إلى درجة أن أفراد الأسر التي كانت تمنع أبناءها من لعب كرة القدم أو مشاهدة مبارياتها على حساب الدراسة أصبح رأيها مختلفا اليوم، فطفق الآباء والأمهات يبحثون ليل نهار عن المعاهد التي ستقبل أبناءهم وستمكنهم من متابعة مسارهم الكروي ضمنها، والتي ستفتح السبيل أمامهم لتحقيق الحلم الأبدي. كما ارتبط هذا الحلم أيضا بمدى الأريحية التي سيعيشونها مستقبلا لو اتخذوا هذا المسار؛ فهناك من تأثر فعلا بلاعبين كبار في الأندية الأوروبية والذين كان لهم مسار حافل بالإنجازات، وهناك من ارتبط حلمه بالمبالغ الخيالية التي يحصل عليها كل لاعب من هؤلاء.
إن ما وقع، مؤخرا، في مونديال 2022 جعل معظم التلاميذ يؤمنون بمحدودية الدراسة وأفقها المسدود سواء من الناحية المادية أو المعنوية؛ فهم يؤمنون أنهم مهما تفوقوا في دراستهم وحصلوا على نقاط عالية فسينتهي بهم الأمر غالبا بإحدى الحجرات الدراسية في الفيافي والتي تفتقر إلى البنيات التحتية، وهكذا تنعدم فيها أبسط شروط العيش، أو طبيبا بأحد مراكز الصحة الجبلية والأمر سيان، أو مهندسا يشتغل ليل نهار من أجل كسب قوته اليومي.. بل إن معظمهم أصبح يفكر بمنطق الربح، أي أن ما سيحصل عليه مقابل عشرين سنة من الكد والعمل يمكن أن يحصل أضعافه في مباراة واحدة، فرجل التعليم مثلا يشتغل كل عمره لكنه يعجز أن يوفر منزلا يؤمن كرامته مقابل ما يقوم به من تضحيات يومية في سبيل الوطن.
كأس العالم نافذة على بعض التفاصيل التي لم يفطن إليها هذا الجيل من قبل. أما الآن فقد اتضحت الصورة جيدا، وظهرت إشكالات كبرى ستفضي إلى تغيرات اجتماعية؛ وهذا أمر لا شك فيه.
إن لاعبي المنتخب أبطال، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها؛ لكن يجب أن لا ننسى أن هناك العديد من الأبطال والموهوبين في مجالات أخرى، إن لكل مجال أبطاله لكنهم بحاجة إلى فرصة، التفاتة وعناية.
#آمال #جيل #معلقة #على #احتراف #المستديرة