“أباتشي” واتفاق التعويض الصناعي.. المغرب يستفيد من “التحالف” مع واشنطن

وقّعت إدارة الدفاع الوطني، أمس الأربعاء بمقرها، اتفاق التعويض الصناعي مع شركة “بوينغ” الأمريكية المتخصصة في صناعة الطائرات، ويتعلق على الخصوص بتعزيز استقلالية القوات الملكية الجوية في ميدان القياس (الميترولوجيا) والتصنيع والإصلاح المركب لمختلف قطع الغيار والهياكل الفوقية، وفقا للمعايير الأكثر تقدما في مجال الطيران.

ويأتي التوقيع على اتفاق التعويض الصناعي، وفق بلاغ لإدارة الدفاع الوطني، امتدادا لبرنامج اقتناء طائرات مروحية (أباتشي)، يجمع الطرفين منذ سنة 2020، ويسعى المغرب من خلاله إلى الحصول على 25 طائرة مروحية من نوع بوينغ AH-64 أباتشي، ستبدأ عمليات تسليمها العام المقبل 2024.

وإلى جانب اقتناء مروحيات “أباتشي” التي تراهن عليها المملكة لتعزيز الدفاع الجوي، يرتبط المغرب بالشركة الأمريكية في إطار شراكة ممتدة لعقود تلتزم من خلالها، بموجب عقد مع الجيش الأمريكي الذي يسهر على تنظيم عملية المبيعات العسكرية الخارجية للحكومة الأمريكية، بتطوير سلسلة التوريد المغربية واليد العاملة المستقبلية من خلال شراكات مع مؤسسة “التعليم من أجل التوظيف (EFE)” وجمعية “إنجاز المغرب”.

كما يأتي توقيع هذا الاتفاق بعد مذكّرة التفاهم الموقّعة عام 2016 بين شركة “بوينغ” والمغرب لإحداث نظام بيئي لموردي معدات الطائرات.

في هذا السياق، يرى الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو-استراتيجية والأمنية، أن جميع هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تدخل في إطار خارطة الطريق العشرية 2020-2030 في مجال الدفاع بين البلدين، كما تفرضها ضرورة ما تسمى “استعادة التوازن الإستراتيجي” في سياق التحولات التي تعرفها منطقتي المتوسط والأطلسي، بما يشمل القارة الإفريقية.

وأضاف الروداني ضمن تصريح لهسبريس: “ما يجب التأكيد عليه هو أن شركة بوينغ ومثيلاتها تتعامل مع المغرب بموجب قرارات سياسية وحكومية صادرة عن واشنطن، وذلك لتقارب المملكة المغربية العملياتي والإستراتيجي والسياسي مع الولايات المتحدة باعتبارها دولة صديقة، وتتشارك معها الأهداف والمشاريع المستقبلية ذات البعد الإستراتيجي نفسها”.

وأبرز الخبير ذاته أن المغرب في نظر الولايات المتحدة الأمريكية “ليس حليفاً إستراتيجياً وفقط، بل حليفاً إستراتيجياً ومستداماً أيضاً، وعنصراً فعالا في الإستراتيجية المستدامة، لاسيما في ظل التفاهمات التي تجمع البلدين حول منطقتي المتوسّط والأطلسي”.

وفي نفس السياق، علّقت السفارة الأمريكية بالرباط، على الاتفاق سالف الذكر، معتبرة أنه يمثّل “التزام الولايات المتحدة والمغرب بدعم السلام والأمن الإقليميين -فضلاً عن النمو الاقتصادي المستدام في جميع أنحاء القارة الإفريقية- أقوى من أي وقت مضى”.

وأضافت السفارة ذاتها في منشور على صفحتها الرّسمية بموقع “فايسبوك”: “نحن فخورون برؤية اتفاقية بوينغ المهمة كرمز للاستثمار الأمريكي في المغرب وشراكتنا طويلة الأمد”.

#أباتشي #واتفاق #التعويض #الصناعي. #المغرب #يستفيد #من #التحالف #مع #واشنطن

زر الذهاب إلى الأعلى