“عزلة الانفصال” تدفع تنظيم “البوليساريو” إلى العودة للمعاقل التقليدية

في وقت نجحت فيه المملكة المغربية في تحقيق نجاحات دبلوماسية علاقة بقضية وحدتها الترابية، عبر اختراقها للمعاقل التقليدية للأطروحة الانفصالية بل ونجاحها في حصد تأييد دول وازنة ومؤثرة في القرار الدولي، يستمر “انفصاليو تندوف” في محاولتهم ضخ دماء جديدة في أطروحتهم والحفاظ على مواقف داعميهم الكلاسيكيين الذين استهدفتهم الدبلوماسية المغربية في إطار استراتيجيتها في هذا الصدد.

محاولات ترجمها حلول من يسمى بوزير الشؤون الخارجية في “حكومة المخيمات”، محمد سيداتي، الخميس الماضي، بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو، حيث التقى بوزيرة خارجية هذا البلد، فيرونيكا ناتينييل، التي جددت دعم بلادها لجبهة البوليساريو، مسجلة استمرار مابوتو في “الدفاع والمرافعة عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، وفق تعبيرها.

محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، علق على هذا اللقاء بالقول إنه “يأتي في سياق التحركات الدبلوماسية للكيان الوهمي في سبيل استعادة زمام المبادرة وحشد الدعم لأطروحته الانفصالية خاصة مع التراجع الكبير والتفكك الذي عرفه المعسكر الداعم للانفصال والمعادي للمصالح الاستراتيجية للمغرب”.

وأضاف عبد الفتاح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأطروحة الانفصالية بدأت تفقد زخمها أمام دعم عدد من الدول الإفريقية للوحدة الترابية للرباط وتبنيها لمواقف متوازنة في هذا الصدد، إضافة إلى انخراطها في شراكات استراتيجية مع المغرب ونجاح هذا الأخير في تغيير مواقف عدد من البلدان التي كانت وإلى عهد قريب داعمة للبوليساريو أو على الأقل تبنيها لموقف الحياد، على غرار كل من نيجيريا وأنغولا”.

وشدد المتحدث عينه على أن “العودة القوية للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي أسهمت في مراجعة عدد من الدول لمواقفها التي كانت قد تبنتها في سياق معين مرتبط أساس بالحرب الباردة والصراع الإيديولوجي بين الشرق والغرب، إذ باتت هذه الدول مقتنعة بأهمية التعاون مع المغرب والدفاع عن سيادته الترابية”.

وخلص رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان إلى أن “الدول الإفريقية تتجه إلى مراجعة عضوية البوليساريو داخل منظمة الاتحاد الإفريقي باعتباره افتقاره إلى الأركان السياسية والقانونية للدولة، فضلا عن افتضاح أدواره في تهديد الأمن والاستقرار الإقليميين وارتباطه بالتنظيمات الإرهابية ومنظمات الجريمة العابرة للحدود في منطقة الساحل”.

من جهته، قال إدريس قسيم، باحث في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، إن “البوليساريو تسعى بكل الوسائل إلى تجاوز حالة العزلة التي أصابتها في الآونة الأخيرة بعد النجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب واعتراف قوى دولية وازنة بسيادته على أقاليمه الجنوبية؛ وبالتالي فهي تراهن على مواقف معاقلها التاريخية والتقليدية في إفريقيا على غرار الموزمبيق وبعض الدول الأخرى القليلة”.

وأضاف المتحدث عينه أن “الكيان الوهمي إنما يحاول استجداء مواقف هذه الدول في ظل فشله تدبير هذا الملف ومجابهة التحركات الدبلوماسية المغربية؛ ذلك أن الانفصاليين هم في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه المواقف السياسية في السياق الحالي والتحولات الكبرى التي تعرفها قضية الصحراء المغربية”.

وخلص قسيم، في حديثه مع جريدة هسبريس، إلى أن “المنتظم الدولي، خاصة القوى الدولية المؤثرة في العالم، بات مقتنعا بأهمية تسوية هذا النزاع المفتعل ضمن الإطار الذي اقترحه المغرب والمتمثل في مقترح الحكم الذاتي، مقابل إصرار بعض الدول غير المؤثرة على دعم الأطروحة الانفصالية وتبني مواقف متطرفة وراديكالية معاكسة للمصالح القومية المغربية”.

#عزلة #الانفصال #تدفع #تنظيم #البوليساريو #إلى #العودة #للمعاقل #التقليدية

زر الذهاب إلى الأعلى