“كوكو لبنات” ونشر “الغسيل” على حبال “يوتيوب”!!

“كوكو لبنات”، عنوان شريط تلفزي بثته القناة الأولى أول أمس، لمخرجته صفاء بركة، العمل يتحدث عن ظاهرة المؤثرين الافتراضيين، رغم أنه مقتبس عن عمل فني عُرض في إحدى الدول العربية، ينقل لنا واقعا مزيفا خاضعا لمنطق الربح على حساب نشر الفضائح وأسرار البيوت وما يحدث داخلها.

العمل بلا شك لن يعجب الكثير من “كوبلات” المؤثرين ولربما فأل سيئ على مستقبلهم الافتراضي، خصوصا أولئك الذين يؤسسون لصناعة محتوى رقمي جديد يعتمد على تسويق تفاصيل الحياة الزوجية والأسرية ويستثمرون كل الوقت في الاعتناء بـ”الأدسنس” كي يكبر وينضج ويثمر !!

هي حقيقة لامسها سيناريو الفيلم الذي يعكس لنا “روتين” أزواج قرروا الهجرة إلى قنوات “يوتيوب” في رحلة البحث عن الربح المادي، يسيرون “مقاولاتهم الافتراضية اليوتوبية” في التزام تام مع المتابعين لنقل تجارب روتينية لا تفيد المتلقي في شيء من وسط غرف النوم والمطبخ والصالات الرياضية والمتاجر الكبرى والمطاعم الفاخرة، ونقل ما يحدث ويدور وسط أسرهم وعائلتهم وتقديمها على شكل فيديوهات قصيرة، تتصدّر “الطوندونس” المغربي.

الحديث هنا عن نشر “غسيل اجتماعي” مقابل الربح المادي السريع وهوس أرقام المتابعات والإحصائيات. الأمر بات يشكل سوقا رقميا ينتعش بمتابعة جمهور الواسع يعشق متابعة الفضائح وتفاصيل حياة الآخرين ويعيش على تسويق واقع مغاير تغلب عليه ماركات “الفرونشيز” واقتناء السيارات الفارهة والفيلات والشقق الراقية وثقافة الاستهلاك الموحش.

هناك استثناءات تبقى قليلة جدا لأزواج يقدمون محتوى إيجابيا ورسائل إنسانية إيجابية رغم أنها لا تحصل على أعداد متابعات كبيرة لكن على الأقل تحفظ ماء وجه “يوتيوب” المغربي!!