هكذا راكم الرئيس التونسي سعيّد المواقف العدائية في قضية الصحراء المغربية

لم تكن تونس يوما إلى جانب الرباط في تدبير قضية الصحراء المغربية، سواء في المحطات المصيرية أو خلال التدبير العادي للملف. ويظهر ذلك جليا خلال مناقشة تقارير مجلس الأمن، حيث تتخذ “جمهورية قرطاج” غالبا مواقف ضبابية معاكسة لطموحات الرباط.

ومعروف أن تونس امتنعت عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن الدولي بشأن تمديد عمل بعثة “المينورسو” لمدة سنة إضافية؛ الأمر الذي ربطه متتبعو ملف الصحراء بالتقارب السياسي بين “قصر المرادية” و”قصر قرطاج” في الفترة الأخيرة، و”رضوخ” تونس للنظام الجزائري.

وكانت تونس، قبل وصول قيس سعيد إلى السلطة، تتبنى سياسة الحياد التقليدي في ملف الصحراء المغربية بنوع من التقارب السياسي مع الجزائر؛ لكنها باتت في الفترة الأخيرة تميل في اتجاه دعم أطروحة الانفصال، الأمر الذي رده البعض إلى المباحثات الأمنية والاقتصادية التي جمعت بين الجزائر وتونس.

ويظهر من خلال بيان الخارجية التونسية الذي صدر كرد فعلٍ عن نظيره المغربي، بعد استقبال قيس سعيد لزعيم “البوليساريو”، أن الجانب التونسي مقتنع بخطواته التصعيدية، حيث لأول مرة يذهب بيان الخارجية باتجاه تسمية مليشيا “البوليساريو” بـ”الجمهورية العربية الصحراوية”، ناهيك عن سحب فوري للسفير التونسي من الرباط.

وقد ازداد التنسيق الجزائري التونسي خلال الفترة الأخيرة، لا سيما في بعض الملفات الإقليمية؛ كالنزاع المسلح في ليبيا ومالي، والسماح لمواطني الدولتين بالعبور دون الحاجة إلى تأشيرات.

محمد الطيار، الباحث في الشأن الأمني، قال إن قيس سعيد قام، بعد وصول إلى السلطة في تونس، بإجراءات عديدة شكلت موضوع استغراب، ودمرت كل العلاقات التي كانت تربط تونس بالخارج، وفتح باب الأضرار بالمصالح الاقتصادية والسياسية للدولة.

وشدد الطيار على أن ما قام به قيس سعيد من استقباله لزعيم مليشيات “البوليساريو” الانفصالية يعد مظهرا آخر من مظاهر الوهن والضعف التي أصبحت تعيشه تونس ويشكل فعلا خطيرا وغير مسبوقا، ستكون له عواقب وتداعيات سلبية عليه وعلى تونس.

واعتبر الباحث الشأن الأمني، في تصريح لهسبريس، أن هذا الاستقبال سيكلف قيس سعيد خسارة سياسية واقتصادية باهظة بسبب هذا الانزلاق الخطير، المعاكس لإرادة المنتظم الدولي في غلق ملف قضية الصحراء المغربية.

وشدد المتحدث ذاته على أن تمترس قيس سعيد خلف النظام العسكري الجزائري، لمحاولة الخروج من أزمته الداخلية المتفاقمة، لن يزيده ذلك إلا ضعفا ووهنا؛ فقد استعمله النظام العسكري بشكل سافر للرد على الخطاب الملكي الذي جعل من قضية الصحراء المغربية منظار علاقات المغرب مع غيره.

وقال محمد الطيار إن تصرف قيس سعيد لا يشكل أي فارق بالنسبة إلى مسيرة المغرب في مساعيه لطي ملف قضية الصحراء، في ظل إجماع الدول العربية الصريح على وحدة المغرب، ولا يشكل أي حدث في مسار المغرب كقوة إقليمية تشكل مركزا سياسا واقتصاديا وعسكريا في إفريقيا، ومحورا بارزا في التوازنات الدولية.

#هكذا #راكم #الرئيس #التونسي #سعيد #المواقف #العدائية #في #قضية #الصحراء #المغربية

زر الذهاب إلى الأعلى